الاثنين، 16 مارس 2015

اعطنى ياالهى ان يكون لى


كانت امنية حياة فيكتور ان يلتحق بكلية الطب ولان الرب كان معه فقد حقق 
له امنيته وكان هو عامه الاخير فى الدراسة قبل ان يبدا حياته العملية 
وكان يحث زملائه دائما على الاتصال باب اعترافهم والكنيسة والتناول وحضور 
اجتماع الشباب الذى يعقد كل يوم اربعاء فى كنيسة شفيعه وحبيبه مارجرجس 
فى الفكرية (ابو قرقاص)
الكل يعرف فيكتور ذلك الشاب المؤدب المتزن صاحب الاخلاق وها هما اباه 
وامه يدركان تماما عظم عطية الرب لهم اذ رزقهما بعد عشر سنوات من عدم 
الانجاب بتلك الهبة السماوية التى جعلتهما يطمئنا الى شيخوختهما فى ذلك 
الشاب المؤمن
بدأ فى ذلك اليوم عندما دقت الساعة معلنة الوقت فاذ هو الساعة السادسة 
صباحا ميعاد استيقاظ فيكتور من نومه ... ازاح عنه دفء الغطاء فى نشاط 
ورسم ذاته بعلامة الصليب المحيى ثلاث مرات كعادته ونظر الى صورة السيد 
المسيح امامه كان التقويم اسفلها يشير الى انه اليوم الثانى عشر من 
فبراير عام 1997 ووقع نظره على انه اليوم هو الاربعاء وتذكر فيكتور ان 
اليوم ميعاد اجتماع الشباب خرج فيكتور من غرفته فغسل وجهه وعاد ادراجه 
الى غرفته فى هدوء وكان يعتبر تلك الغرفة كقطعة من السماء كان يدرك 
تماما بحلول المسيح فيها دائما مع احبائه القديسين
وقف فيكتور معطيا وجهه ناحية المشرق تجاه صورة السيد المسيح وبلهفة 
شديدة وحب جارف بدا صلاة باكر ومن اول كلمة نطقها شعر بشعور غريب لا يعرف 
كنهه او سببه وكلما زادت صلاته حرارة ازداد هذا الشعور المريح
انهى فيكتور صلاته فخرج من قلايته كما كان يحلو له ان يسميها وارتدى 
ملابسه متجها للجامعة وفى اخر اليوم الدراسى وقف فيكتور مع اصدقائه 
المسيحيين واكد عليهم جميعا ضرورة حضورهم لاجتماع الشباب اليوم الساعة
السابعة مساءا واستأذنهم عائدا الى منزله
وبمجرد وصوله للمنزل رفع صلاة شكر قصيرة الى الرب يسوع الذى حفظه بعد
ذلك تناول فيكتور الطعام مع والديه ثم وقف يصلى صلاة الثالثة والسادسة 
والتاسعة معا كما تعود وحسب برنامجه الروحى مع اب اعترافه واثناء صلاته 
عاوده ذلك الشعور الذى غمره صباح اليوم حتى فضل لو لم ينهى الصلاة ولكن
انهى صلاته وسارع بفتح كتابه المقدس وعلى مدى ساعة كاملة كان قد ارتوى 
فيكتور من ينابيع الحب الصافية
نظر فيكتور لساعته فراها وقد قاربت السادسة مساءا فارتدى ملابسه واتجه 
الى كنيسة شفيعه مارجرجس وذلك لحضور اجتماع الشباب فدخل فيكتور الى
الكنيسة وصلى امام الهيكل ثم اتجه الى ابونا جرجس اب اعترافه بمكتبه 
فجلس معه جلسة اعتراف هادئة ثم توجه مرة اخرى الى خورس الكنيسة حيث اعد 
مكان المحاضر حيث كان قد حضر عدد ليس بقليل من الشباب والشابات
افتتح فيكتور فقرة الترانيم لحين حضور الشاب المسئول عن الترانيم وجلس 
الى منضدة فى اخر الكنيسة ومعه سجل الحضور لتسجيل اسماء الشباب الداخل 
للاجتماع وانتهت فقرة الترانيم وبدا مع الشباب فى تلاوة صلاة الغروب كعادة 
الاجتماع ثم تلا ذلك صلاة ارتجالية لفيكتور استطالت الى عشر دقائق وبدا 
فيكتور يختم الصلاة مرددا (ارحمنا) وتعالت الاصوات الرخيمة مدوية فى 
الكنيسة ارحمنا ياالله مخلصنا
ووسط هذه الصلوات سمع الجميع ومنهم فيكتور باصوات اقدام تجرى متجهة الى 
داخل الكنيسة ثم اصوات وابل من طلقات الرصاص هنا وهناك ويلتفت الجميع 
فى دهشة ممزوجة بالفزع للوراء ليروا ما يحدث وفى لحظات قصيرة ظنها 
المصلون ساعات طويلة يرى الجميع من يسدد اليهم البنادق الالية فى غير 
رحمة وقبل ان يدرك فيكتور حقيقة الموقف ومن هؤلاء الذين يطلقون الرصاص 
كانت قد استقرت فى قلبه رصاصة من رصاصتهم الغادرة فسقط على الارض ضمن 
الذين سقطوا وتعالت صيحات الاستغاثة وفى ثوانى قصيرة انتهى كل شىء ليحدث 
سكون عظيم وحركة مستمرة لانقاذ ما يمكن انقاذه من المصابين
شعر فيكتور بيد ترفع راسه من على الارض وبذل مجهود لا يوصف لكى يقع بصره 
على هذا الشخص فاذ به ابونا جرجس ..شعر فيكتور بسلام وهو فى حضن ابيه 
الروحى وشخص ناحيته قائلا فى هدوء :اخبر والدى انى كنت اتمنى ان اكون 
معهم لكن الله يريدنى ثم نظر ناحية شرقية الكنيسة قائلا :انى ارى شفيعى 
البطل مارجرجس يقبل علينا ويشير الى قائلا هلم معى .. سلام ياابى واغمض 
عينيه واسلم الروح
من مذكرات فيكتور تحت تاريخ نفس اليوم 12\2\1997 : "هذا لن يكون يوما 
عاديا على كل الاحوال اختم يارب على يومى بالبركة "
ومن مذكراته قبل هذا التاريخ بعشر سنوات : "اعطنى ياالهى ان يكون لى 
شرف الشهادة على اسمك وان اظل بتولا كيف ؟ لا اعلم ..رتبها انت وانا 
اثق .. امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونةالطريق الكرب2015