غالينوس :-
:::::::::::::::::::
1- انهمك غالينوس فى الملاذ فقامت الحرب فى عهده بين ايمليانوس وقائد جيش غالينوس ودامت الحرب مدة من الزمن اصيب فيها الكثير وتحمل المسيحيون منها العبء الثقيل لقيامهم بمساعدة المنكوبين وتخفيف آلامهم .
2- كتب البابا ديونيسيوس :- اصبحت الاوقات عندنا اوقات حزن شديد وغم شديد وايام الفرح لا يكاد يراها أحد ولو فى المنام لكثرة توالي المصائب عيون تدمع وقلوب تفجع ومآتي تسيل على الخدود بدل الدمع الذي تنشق له الاعين حزناً على أناس أتقياء كثيرين ماتوا واذا مررت الان فى المدينة لسمعت التنهدات يكاد القلب ينفطر منها أسفاً على أقوام مشرفين على الهلاك ينظرون أبواب القبور مفتوحة امامهم تكاد تبتلعهم قبلما تفارق أرواحهم الاجساد حتي اصبحنا فى زمن أشبه بالزمن الذي مات فيه كل بكر في أرض مصر علي يد موسي فلم يخل بيت من البكاء والعويل لانه يوجد ميت على الاقل في كل منزل وقاموا بطردنا واقصونا الي أماكن بعيدة ثم أخذوا يضطهدونا حتي أماتوا أكثرنا ومع ذلك نعيد العيد بكل احتفاء واحتفال وكلما كان اضطهادنا شديداً كلما كان عيدنا بهياً بهيجاً ولم نترك حقلا ولا مغارة ولا سفينة ولا سجناً الا وعملنا فيه جمعية يذكر فيها اسم الرب وينادي بكلمته جهاراً اما اهم الاعياد وأكثرها مجلبة للفرح والسرور فهو العيد الذي يحتفل به جماعة الشهداء والابرار الان فى السماء حيث يرأس حفلاتهم الرب يسوع نفسه حيث لا الم ولا وجع ولا تعب ولا شىء من مصائب هذه الحياة وبلاياها .
3- عقب الاضطهاد كانت الحرب فحدث جوع شديد أصابنا نحن والوثنيين علي السواء ولكن الضرر الاكثر لحق بالفقراء المساكين الذين أثر فينا حالهم تأثيراً نتجت من قلوب رقيقة واحساسات مسيحية شريفة تتأثر لمصاب بني البشر الذين هم أخوتنا فى الانسانية .
4- بعد الاضطهادات والحرب والجوع جاءت هدنة منحها لنا الرب يسوع المسيح تمتعنا فيها بشىء من الراحة والفرح ولم نلبث طويلا علي ذلك حتي داهمنا وباء فتاك فتك بالوثنين فتكاً ذريعاً
4- لما ظهر الوباء بانت نوايا واحساسات المسيحين نحو القوم المصابين وبانت نواياهم الحسنة وعواطفهم مع كل مريض حتي انهم لم يخشوا المرض ولم يخافوا على انفسهم من الهلاك بل عمدوا علي تمريض الضعفاء والي سد حاجات المعوزين بهمة ومروءة علياء وهي اعمال كانت تضىء فى هذه الايام السوداء فكانوا يداون المرضي بأدوية روحية أولا حتي اذا فارقوا هذه الحياة الدنيا انطلقوا الي الابدية وفي قلوبهم رجاء لا يفني بالحياة الاتية . وكان كثيرون من هؤلاء الاخوة الذين يخدمون المرضي يموتون معهم بعد ان يصابوا بعدوي أمراضهم نعم كانوا يموتون فرحين مسرورين لموت هو رقاد مؤقت تعقبه حياة أبدية سعيدة.
5- كان المسيحيون يستخرجون مصل الداء من الوثنين بواسطة مصه كأنهم كانوا يحملون أعباء الامراض من علي أعناق الأخرين و لذلك مات الكثير من المسيحين فداء لاخوانهم من المرضي وهو عمل يظهر منه الفرق الكبير بين المسيحي الحقيقي الذي يضع نفسه عن الاخرين كما فعل سيده قبله وبين أولئك الذين يظهرون فى مظهر المحبين المخلصين بواسطة احساس غير حساس يبدونه في آداب باطلة وتحيات فارغة ومودة عقيمة ولكن اذا جاء وقت الشدة فزعوا من اصدقائهم وابتعدوا عنهم او قدموهم قرباناً لاغراضهم اذا كان فى تقدمتهم بعض النفع او يزيل شيئاً من الضرر .
6- في زمن الوباء انتقل كثيرين وذهبوا الي الدار الباقية شهداء الخدمة المسيحية وكان فيهم القسوس ومشائخ الكنيسة وشمامستها وغيرهم من الشعب الذين اشتهروا بحسن السيرة فالموت بهذه الكيفية وما اقترن به من شفقة وايمان حار ومحبة مخلصة لا يقل فى الاهمية عن الاستشهاد الذي حدث فى زمن الاضطهاد .
7- كان الوثنيون عندما يشعرون بان احدهم مريض كانوا يبتعدون عنه ويتنحون حتي عن أعز اصدقائهم وقد بلغت بهم القسوة مبلغاً عظيماً حتي كانوا يطرحون مرضاهم فى الأزقة والشوارع وهم بين حي وميت فإذا فارق المريض هذه الدار رموه دون ان يواراه التراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق